الأحد، 6 مارس 2011

مختصر حول خطوات المنهج العلمي

المنهج العلمي
د. عبدالوهاب جودة

تعريف كلمة المنهج العلمي
يعرف المنهج العلمي بأنه الطريقة أو الوسيلة أو الأسلوب الذي يتبعه الباحث بغرض الكشف عن حقائق علمية معينة
تعريف كلمة البحث
يمكن تعريف كلمة بحث بأنها المحاولة الدقيقة الناقدة من اجل التوصل إلى حلول للمشكلات التي تؤرق البشرية وغيرها. ويظهر البحث نتيجة لحب الاستطلاع ويغذيه الشوق العميق إلى معرفة الحقيقة.
تعريف علم مناهج البحث
هو ذلك العلم الذي يعنى بالأسلوب والطرق التي يسلكها الباحثون حين سعيهم للكشف عن الحقائق العلمية، ويهدف هذا العلم إلى إرساء قواعد ومبادئ معينة يتبعها الباحثون أثناء محاولاتهم الكشف عن تلك الحقائق العلمية
المتطلبات المنهجية لجودة البحث العلمي ( سمات الباحث الجيد)
يجب على الباحث التسلح بالمتطلبات المنهجية اللازمة لجودة البحث العلمي، ومنهجية البحث العلمي تتطلب الفهم الواعي والعقلية الناقدة ذات القدرات الابتكارية. وهناك عدة شروط يجب أن تتوافر لدى الباحث حتى يتمكن من إجراء الدراسة أو البحث الذي يقوم بدراسته، وإذا توافرت هذه الشروط يمكن وصفه بالباحث الجيد
شروط الباحث الجيد
1- أن يتصف بالرغبة في معرفة الحقيقة والسعي إليها والكشف عن مكوناتها.
2- أن يكون شغوف بالبحث عن الأسباب التي تربط الظواهر ببعضها البعض
3- أن يكون ملاحظ جيد ودقيق وسريع الملاحظة
4- أن يتسم بالتفكير المنظم والموضوعية في التفكير
5- أن يتصف بالقدرة على التنبؤ والتوقع للأحداث التي يتصورها أو يتخيلها
6- أن يكون ناقدا ومراجعا لأعماله
7- أن يكون قادرا على إدراك العلاقات القائمة بين الظواهر
8- أن يتوافر له الإعداد الجيد والكافي
9- أن تتوافر لديه الخبرة الميدانية والعملية في الميدان
10- أن يكون ملما بالدراسات والكتابات في مجال بحثه أو دراسته.
قواعد التفكير المنهجي في البحث الاجتماعي
يستند التفكير المنهجي إلى عدد من المبادئ العلمية أو القواعد؛ ومن أهم القواعد وتلك المبادئ التي تحكم عملية التفكير العلمي في إجراء البحث الاجتماعي مايلى
1- مبدأ الحتمية: ويشير إلى أن هناك مجموعة من العوامل والعلاقات السببية التي تربط بين الظواهر وبعضها البعض، فكل شئ أو حدث له مسببات تسببت في وقوعه؛ ويقوم خذا المبدأ على فكرتين هما:
أ‌- فكرة الملاحظة: اى استخدام الملاحظة في الكشف عن العلاقات بين الظواهر.
ب‌- وفكرة اطراد الظواهر في الطبيعة: ومعناها تكرار حدوث الظواهر.
2- مبدأ الواقعية: ويقصد به ارتباط التفكير العلمي بالواقع والابتعاد عن الخيال والاستناد إلى كل ما هو واقعي وله وجود حقيقي على ارض الواقع وليس في الخيال، فالعلم لا يعرف سوى الواقع. والارتباط بالواقع يجعل الباحث متحفزا دائما لملاحظة الظواهر التي يعنى بها.
3- مبدأ التعميم: اى تعميم ما يتوصل إليه البحث العلمي عن جزئية ما إلى جميع الحالات المتشابهة. ومن أهم سمات التعميم: انه تعميم متأني وهادئ، كما انه يعتمد على تماثل الجزئيات وتشابه الظروف .
4- مبدأ الاتصال: وهو خاصية من خصائص التفكير العلمي، فالتفكير العلمي يبدأ بمرحلة ولاينتهى عندها وإنما يمهد لمرحلة جديدة فالتفكير العلمي سلسلة متواصلة من الحلقات لاتنتهى، ذلك لأنه مرن وغير جامد.
5- مبدأ التحليل والتركيب: فالتفكير العلمي يقوم على التحليل والتركيب، حيث يقوم العالم بتحليل الظاهرة إلى ابسط العناصر بهدف فهمها ومعرفة العلاقات التي تقوم بينها ونسبتها إلى بعضها البعض.
6- مبدأ الصياغة الكمية: فمن أهم ما يميز التفكير العلمي التحول من الطابع الكيفي إلى الطابع الكمي في صيغة القوانين والفروض العلمية ويعبر عن الطابع الكمي باللغة الرياضية.
7- مبدأ الموضوعية: اى أن يتناول البحث موضوع بحثه دون ما تدخل ذاتيا في الموضوع( اى البعد عن الأهواء الذاتية والانطباعات والميول الشخصية وعدم فرض الباحث لأيه على الموضوع، وإنما يحتكم دائما إلى الواقع الموضوعي)، والموضوعية تعنى تصوير الواقع كما هو عليه بالفعل.
8- مبدأ الصدق والثبات: من أهم ما يميز التفكير العلمي، خاصيتي الصدق والثبات؛ والصدق يعنى أن تقيس الأدوات ما وضعت لقياسه؛ أما الثبات فيعنى أن تعط الأدوات نفس النتيجة إذا طبقت مرة ثانية على نفس الظاهرة مع توافر نفس الظروف.
9- مبدأ القدرة على التنبؤ: وهى تعنى انه إذا أمكن استخدام اختبار علمي معين في التنبؤ بسلوك معين بعد إجراء الاختبار فغالبا ما تستخدم هذه الصفة التنبؤية كدليل للاختبار على صدقه.
المتطلبات المنهجية في خطوات ومراحل البحث الاجتماعي
يتطلب البحث العلمي الاجتماعي عددا من الخطوات أو المراحل التي يمر بها وهى خطوات متصلة وليست منفصلة يكمل بعضها البعض، ونقطة البدء في هذه الخطوات هو الشعور بالمشكلة: اى الشعور بوضع محير أو موقف مشكل يواجه الباحث ويتطلب حلا، ويقوم حل هذا الموقف على أساس سلسلة من العمليات العقلية التي تبدأ باختيار المشكلة وتحديدها، ثم جمع البيانات والحقائق وحول هذه المشكلة، ثم فرض الفروض الخاصة بالحل ثم اختيار انسب الفروض حتى يمكن الوصول إلى حل للمشكلة.

الخطوات التي يمر بها البحث العلمي الاجتماعي
1- وجود مشكلة بحثية: وهى أن تكون هناك مشكلة قابلة للبحث بالفعل؛ وهناك فرق بين المشكلة البحثية والمشكلة الاجتماعية. إن المقصود بالمشكلة البحثية، أن يكون هناك موقفا علميا محيرا لايمكن حسمه إلا من خلال البحث العلمي، بينما المشكلة الاجتماعية هي تلك المشكلة ذات الأبعاد المعروفة والتي يمكن التدخل في علاجها دون الحاجة إلى بحث علمي.
2- الشعور بالمشكلة: ويبدأ الشعور بالمشكلة حينما يكتنف الباحث موقفا غامضا مؤثرا حتى يسعى الباحث إلى محاولة الكشف عن حل لهذا الموقف ثم يحاول تلمس الحلول المختلفة.ويتفاوت الإحساس بالمشكلة من باحث إلى آخر، والباحث الجيد هو الذي يستطيع أن يقنع الآخرين بمدى أهمية المشكلة التي شغلت فكره.
3- اختيار المشكلة وتحديدها: وهى من أصعب المراحل التي يمر بها البحث العلمي، وعادة ما تستغرق وقتا طويلا نسبيا ولا تخلو من الحيرة والقلق. ويشترط في صياغة المشكلة، أن تكون الصياغة واضحة ومحددة في عبارات لا غموض لها. ويمكن أن تصاغ المشكلة في البحث على هيئة عبارات أو مجموعة من الاستفسارات أو الأسئلة التي يحاول الباحث الإجابة عليها.
شروط صياغة المشكلة الجيدة
* الوضوح والدقة * الإجرائية في الصياغة
*التحديد * عدم التطويل الممل مع عدم التقصير المخل
* أن يتم تعريف المصطلحات المستخدمة في المشكلة العلمية.
4- جمع المادة العلمية: في هذه المرحلة يقوم الباحث بجمع البيانات والمعلومات المتاحة له لخدمة الدراسة أو البحث؛ والقدرة على بناء الفروض الملائمة لطبيعة البحث .
5- بناء الفروض العلمية: الفروض عبارة عن مقترحات أو تخمينات محسوبة أو حلول مؤقتة يقدمها الباحث بهدف اختبار مدى صحتها ومدى صدقها في حل المشكلة
6- اختيار وانتقاء الفروض: وهى عملية يتم من خلالها فحص وتمحيص جيد للفروض الكثيرة التى يكونها الباحث أثناء جمع المعلومات، ثم يقوم بانتقاء المناسب منها
7- تحديد نوع المنهج المستخدم: بعد تحديد المشكلة وبناء الفروض، وتوافر المادة العلمية، واختيار انسب الفروض يصبح أمام الباحث التمكن من اختيار المنهج المناسب للبحث. اى الأسلوب المناسب التي يعتمد الباحث عليها أثناء سير البحث.
8- إجراء الاختبار: وهى مرحلة امتحان الفروض التي توصل إليها الباحث، وغالبا ما يتم اختبار الفروض عن طريق التجربة.
9-استخراج النتائج: حينما ينتهي الباحث من إجراء الاختبارات واثبات صحة الفروض التي انتهى إليها، فإن الباحث يكون في هذه الحالة قد كشف عن نتائج وحقائق غير محتملة أو غير متوقعة من جانب الباحث ومن ثم يصبح أمام الباحث العديد من النتائج والحقائق العلمية.
10- تحليل النتائج: وهى من المراحل الهامة في البحث العلمي لأنها النهائية التي تكشف عن غموض الموقف الذي أثار مشكلة البحث، وفيها يقوم الباحث بتفسير الحقائق والنتائج التي توصل إليها في ضوء العوامل والظروف المحيطة بالبحث.
11- المستخلصات النهائية للنتائج: ويقصد بها الحقائق النهائية التي انتهى إليها البحث من خلال الأدوات والتجارب التي استند إليها البحث.

ليست هناك تعليقات: