الأحد، 11 مايو 2008

دراسة علمية حول مشكلات الباحثين الشبان في مصر

يعد البحث العلمي أحد أهم المقومات الأساسية لتقدم المجتمعات، كما يعد الآلية الرئيسة لانتاج العلم الذي يقود تحويله الى تقنية المجتمع الى المجتمع القائم على اقتصاد المعرفة؛ كما يعدالبحث العلمي الجامعي أولى الخطوات في صقل واعداد الباحثين العلمين وتأهيلهم للقيام بالبحوث العلمية الدقيقة المهيئة لانتاج المعرفة والتقانة، الا أن هذه الفئة الشابة من الباحثين يواجهون مشكلات عدة أثناء مراحل تكوينهم الكاديمي، الأمر الذي يدعون الى البحث عن أهم المعوقات التي تحول دون إكسابهم المهارات التي تمكنهم من هذه المهارات؛ من هذا المنطلق قام الدكتور عبدالوهاب جودة الأستاذ المساعد بجامعتي عين شمس والسلطان قابوس بإجراء بحث ميداني على ظاهرة " معوقات البحث العلمي "، مكن عرض ملخصه على النحو الآتي:-
أولا: أهداف البحث وأهميته:
يتمحور هدف البحث الراهن حول الكشف عن طبيعة المشكلات التي تعترض الباحثين الشباب في الجامعات المصرية، والذين يقعون في طور الإعداد والتكوين، سواء تلك المتعلقة بطبيعة البحوث التي تجري، أو تلك التي تتعلق بالباحثين أنفسهم من حيث الحرية في اختيار الموضوع وإبداء الرأي، والإشراف العلمي، والظروف الإدارية والبيروقراطية، والمناخ الأكاديمي والمشكلات المتصلة بتمويل مشروعاتهم البحثية. وقد تحددت أهمية البحث الحالي فيما يلي:-
1- التوصل إلى أهم وأحدث الاتجاهات الحديثة في مجال النظرية السوسيولوجية حول سوسيولوجيا العلم والبحث العلمي كحقل من حقول سوسيولوجيا المعرفة؛ ومن ثم إثراء النظرية الاجتماعية وتطبيقاتها في مجال البحث العلمي.
2- الكشف عن أهم جوانب الإطار الأكاديمي لتأهيل الباحثين الشبان وتوضيح بعض المشكلات التي تعترض عملية التأهيل والإعداد الأكاديمي للباحثين الشبان، ومن ثم ضعف القدرة على التفكير العلمي.
3- الوصول إلى طرح نماذج بديلة للتغلب على المشكلات التي تواجه الباحثين الشبان.
ثانيا: مشكلة البحث: ويمكن تحديد مشكلة البحث في التساؤل الرئيسي الآتي:-
" ما طبيعة المشكلات الأكاديمية التي تعترض الباحثين الشبان في مصر؟" وما السبيل إلى تجاوز تلك المشكلات التي تواجههم، وكيفية تطوير مهارات البحث العلمي لديهم؟
وللإجابة عن هذا التساؤل العام، يحاول الباحث الإجابة عن الأسئلة الآتية:-
ما واقع عملية الإعداد والتأهيل الأكاديمي للباحثين الشبان بمصر، وما أهم المشكلات المتصلة بها؟
ما أهم الصعوبات التي تعترض الباحثين الشبان أثناء إعداد مشروعاتهم البحثية ابتداء من اختيار الموضوع،ووضع مخطط البحث؟
- ما طبيعة العلاقة الإشرافية بين الأستاذ والباحث؟، وما المشكلات المرتبطة بتلك العلاقة؟
- ما طبيعة المشكلات المرتبطة بالتسهيلات البحثية المتوافرة للباحثين الشبان بمصر؟
- ما السبيل نحو الحد من المشكلات التي تواجه الباحثين الشبان، وكيفية تطوير مهاراتهم البحثية.

ثالثا: المفاهيم الإجرائية للبحث: حدد الباحث مفهوم الباحث الشاب، والمشكلات البحثية.
رابعا: الإطار النظري للبحث: بيئة العلم والبحث العلمي. تناول الباحث بالعرض والتحليل الاتجاهات النظرية المختلفة لعلم اجتماع العلم، حيث تعرض للاتجاهات الآتية: 1- الاتجاهات الكلاسيكية ( كارل ماركس، وماكس فيبر، وكارل مانهايم، وأجبرن، وسروكين، وزنانيكي )؛ و رؤية تالكوت بارسونز روبرت ميرتون حول البناء المعياري و البناء الاجتماعي للعلم.
2- المداخل النقدية في دراسة العلم: ( جوزيف نيدهام، وبنجامين نيلسون، وجوزيف بن دافيد وساليفان، وإزراهى. كما عرض الباحث لآراء مدرسة فرانكفورت، ورايت ميلز، وألفن جولدنر حول أزمة العلم والمؤسسة العلمية.
3- الاتجاهات النظرية والمنهجية الحديثة لعلم اجتماع العلم متمثلة في آراء كل من: بيير بورديو حول الحقل العلمي. ورؤية بيكرنج Andrew Pickering حول تشويه الممارسة العلمية، ورؤية فيليب كيتشر Kitcherحول أهمية البواعث والاهتمامات الشخصية أو الفردية للعلماء ودورها في عملية الإنتاج والإنجاز العلمي. و نظرية الشبكة الفاعلة Actor-Network Theory في دراسة العلم والبحث العلمي.
خامسا: الإجراءات المنهجية للبحث؛ لتحقيق أهداف البحث، اتبع الباحث الإجراءات المنهجية الآتية:-
أسلوب البحث: اعتمد الباحث علي الأسلوب الوصفي التحليلي للكشف عن أهم المشكلات التي تعترض الباحثين الشبان ومن ثم ضعف مهارات التفكير العلمي، على مستوى مراحل البحث المختلفة.
مصادر البيانات: اعتمد الباحث في جمع الحقائق والبيانات اللازمة للإجابة عن تساؤلات البحث عل المصادر الآتية:
الأول: المصدر البشري، والمتمثل في الباحثين العلمين المسجلين لدرجتي الماجستير والدكتوراه بجميع الكليات المختلفة، إضافة إلي المدرسين حديثي التخرج. الثاني: المصدر الوثائقي، والمتمثل في الوثائق المتعلقة بالتشريعات واللوائح المتعلقة بالدراسات العليا والبحث العلمي، وكذا المراجع والكتب والبحوث والدراسات السابقة.
حدود البحث: يواجه الباحثون الشباب صعوبات ومشكلات عديدة، منها ما يتعلق بالحياة العامة، والظروف المجتمعية، ومنها ما يتعلق بالأوضاع الذاتية للباحث نفسه، ومنها ما يرتبط بالسياق الأكاديمي الذي يمارس فيه الباحث الشاب نشاطاته البحثية، ذلك السياق الذي يضم سبل إعداده وتنشئته أكاديمياً، وعملية الأشراف العلمي، وطبيعة المشكلات البحثية والتسهيلات التي يوفرها للباحثين ويقتصر البحث الحالي علي دراسة المشكلات المتصلة بجوانب السياق الأكاديمي والتي تشكل البيئة البحثية، مع التسليم بأهمية المشكلات الأخرى، وتفاعلها مع المشكلات الأكاديمية. كما يمتد البحث الراهن ليشمل جميع الباحثين من باحثي الماجستير والدكتوراه في كافة الكليات والتخصصات، الطبيعي والإنسانية بجميع الجامعات المصرية.
ج- مجتمع البحث: يتمثل مجتمع البحث في جميع الباحثين المصرين من مختلف التخصصات العلمية، والمسجلين لدرجتي الماجستير والدكتواره داخل الجامعات المصرية فقط.
د- عينة البحث: اعتمد البحث علي العينة الاحتمالية (عشوائية) في اختيار مفردات البحث، حيث تم اختيار عينة عشوائية بالطريقة البسيطة من الجامعات المختلفة. وقد بلغ حجم العينة 287 باحثاً شاباً. كما تم اختيار عشرين حالة من تخصصات مختلفة للدراسة المتعمقة للكشف عن أسباب المشكلات وتفسيرها.
هـ- طرق وأدوات البحث: اعتمد البحث: استخدم الباحث طريقة المسح الاجتماعي بالعينة للكشف عن المشكلات التي تواجه الباحثين الشبان، معتمدا على أداتين أساسيتين هما:-
1. صحيفة الاستبيان المقنن، والذي ضم عدة محاور تغطي أهداف البحث. وتضمنت المحاور الآتية: البيانات الأساسية، ومحور خاص بالإعداد والتأهيل الأكاديمي، وآخر خاص بحرية البحث العلمي، وثالث خاص بالمشكلات التنفيذية للبحث سواء المكتبية، أو الميداني/ العملية، والمشكلات الاقتصادية، ورابع خاص بالعلاقة بين الباحث والمشرف العلمي على البحث. هذا وأقد قام الباحث بإجراء عمليتي الصدق والثبات لبنود صحيفة الاستبيان عن طريق إعادة تطبيق الاستبيان على عينة قدرها ثلاثون باحثا شابا من جامعات القاهرة الكبرى.
2. دليل مقابلة مفتوحة، حيث تم إعداد مقابلة تتضمن نفس المحاور التي احتوى عليها الاستبيان؛ تم تطبيقها علي خمسة عشرة حالة متميزة من الحالات التي طبق عليها الاستبيان، بهدف التعرف والكشف بعمق عن أهم المشكلات التي تعترض البحث العلمي الجامعي، والتوصل إلي الأسباب الحقيقة التي تكمن وراء تلك المشكلات. كما تم الاعتماد علي دليل دراسة الحالة، تم تطبيقه على الحالات المتعمقة.
و- العمل الميداني: تم إنجاز العمل الميداني على أربعة مراحل هي:-
1. مرحلة التمهيد: حيث تم إعداد خطة العمل الميداني، وتحديد مجتمع البحث، والتمهيد لنزول الميدان.
2. مرحلة الإعداد: حيث تم تصميم وبناء أدوات جمع البيانات الميدانية، وإجراء عمليات الصدق والثبات لأداة الاستبيان، عن طريق عرضها علي عشرة من المحكمين؛ كما تم استخدام طريقة إعادة الاختبار لقياس الثبات؛ حيث تم تطبيق الاستبيان على 20 مفردة من مفردات البحث وإعادة تطبيقها بعد مرور شهر من التطبيق الأول علي نفس العينة، وأثبتت النتائج ثبات الاستبيان.
3. مرحلة جمع البيانات من الميدان: حيث تم تطبيق صحيفة الاستبيان على مفردات العينة، واستغرقت مدة التطبيق الميداني ستة أشهر من أكتوبر 2003 إلى مارس 2004، إضافة إلى إجراء حالات الدراسة المتعمقة.
4. مرحلة تحليل البيانات بعد تفريغها وتكويدها وترميزها. وقد استخدم الباحث حزمة البرامج الإحصائية(SPSS) في تفريغ البيانات وتحليلها، معتمدا على المقاييس الإحصائية الوصفية( التكرارات المئوية، ومقياس K2 لقياس مدى دلالة الفروق بين التكرارات؛ منتهيا إلى استخلاص النتائج.
سادسا: النتائج النهائية للبحث:
أ- فيما يتعلق بالتأهيل الأكاديمي خلال المرحلتين الأولى والعالية، توصلت الدراسة إلى عدد من المشكلات التي تقف عائقا أمام عملية إعداد وتنشئة الباحثين الشبان يمكن عرضها في النقاط التالية:-
1- ضعف البرنامج الأكاديمي في المرحلة الجامعية الأولى، خاصة في الكليات النظرية فيما يتعلق بالاستفادة من مقررات المنهج العلمي، وطرائقه وتصميماته، وافتقارها إلى التدريبات العملية؛ والتركيز على الجانب النظري في الغالب. وقد توصلت الدراسة إلى ارتفاع درجة الطلب على أهمية تدريس مقرر المنهج العلمي وطرائقه وتصميماته بالطريقة الملائمة لإكسابهم مهارات البحث والتفكير العلمي.
2- مازال برنامج التأهيل والإعداد في مرحلة السنة التمهيدية للماجستير رغم تاريخه الطويل والتعديلات التي أجريت في سبيل تطويره بالجامعات المصرية، خاصة المركزية منها- مازال- يعانى من بعض القصور فيما يتعلق بالمهارات المطلوبة للتفكير والبحث العلمي؛ حيث اتضح أن المقررات تكاد تتشابه المقررات الدراسية التي يتلقاها طلاب السنة التمهيدية مع المقررات الدراسية التي سبق وتلقاها الطلاب خلال مرحلة الليسانس أو البكالوريوس مع بعض الاختلافات الطفيفة. كما تبين أيضا أن طرق التدريس وبرامج التدريب المتبعة في أغلب الأقسام الأكاديمية لا ترقى إلى المستوى الملائم لإكساب الطلاب مهارات التفكير والبحث العلمي.
3- ضعف الأنشطة العلمية داخل المؤسسة الأكاديمية سواء من حيث الكم أو الكيف؛ حيث تبين أن الأنشطة المناسبة لإشراك الباحثين الشبان نادرة؛ ويكاد يقتصر النشاط العلمي داخل الجامعات على المؤتمرات الكبرى التي يتولى تخطيطها وتنظيمها كبار الأساتذة؛ في حين أن اللقاءات العلمية( ورش العمل- الندوات- إعداد النشرات العلمية- السيمينارات العلمية... الخ) نادرة، خاصة بالجامعات الإقليمية.
4- ندرة وجود المشروعات العلمية المنظمة في أغلب الأقسام الأكاديمية بالجامعات المصرية، باستثناءات قليلة، تلك المشروعات التي يمكن للباحثين الشبان الاندماج فيها باعتبارها مجالا حيويا للتنشئة الأكاديمية.
5- توتر المناخ الأكاديمي داخل الجامعات، وضعف العلاقات الاجتماعية، وصعوبة تكوين سياق أكاديمي بمثابة شبكة فاعلة؛ تعمل كمنظومة تقوم بتفعيل أدوار كل من كبار الأساتذة والباحثين الشبان، والقدرة على ضم باحثين فاعلين جدد، وتقويم المناخ والسياق الأكاديمي القائم وتطويره بما يتلاءم وتهيئة البيئة الأكاديمية الصالحة لإعداد وتأهيل الباحثين الشباب.
6- يتسم السياق الأكاديمي في الجامعات المصرية بالانعزالية وضعف الدراسات البينية بين التخصصات المختلفة، وافتقاد الوعي بالمداخل الجديدة في البحث كالدراسات العابرة للتخصصات، و غياب المشروعات المتكاملة والمتعددة التخصصات التي تجمع الباحثين من تخصصات مختلفة حول موضوع تنموي شامل، يصبح بيئة مهيأة لتنشئة أكاديمية جيدة للباحثين الشبان.
7- تبين من الدراسة الميدانية أن ميدان النشر العلمي بالكليات الجامعية المختلفة، خاصة كليات الآداب على مستوى عالي ؛ حيث تبين وجود مجلة علمية( دورية- حولية ) بكل كلية من كليات الآداب بالجامعات المصرية يتم إصدارها بصفة دورية تهتم بنشر البحوث والدراسات العلمية. رغم هذا التطور في مجال النشر العلمي، إلا أن هناك ضعف في مجال مساهمة الباحثين الشبان في أعمال النشر بالدوريات والحوليات الجامعية باعتبارها مجالا من مجالات التدريب البحثي والإعداد والتنشئة الأكاديمية؛ وتتزيد مشاركة الباحثين في عملية النشر العلمي بمراكز البحوث العلمية.
8- ضعف برامج التدريب والتأهيل داخل المؤسسة الجامعية، باستثناء بعض الجامعات؛ حيث يشكوا الغالبية العظمى من الباحثين الشبان من ضعف اللغة الأجنبية، والقدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة في مجال البحث العلمي، خاصة نظم المعلومات الإلكترونية، والقدرة على استخدام البرامج الإحصائية المختلفة في البحث العلمي.
ب- : فيما يتعلق بالعلاقة بين الدولة والمجتمع والبحث العلمي.
أ- مشكلات تتعلق بحرية البحث العلمي الجامعي: توصلت الدراسة الميدانية إلى ارتفاع درجة حرية البحث العلمي الجامعي لدى الباحثين الشبان في مصر؛ حيث اتضح:
1- أكدت الغالبية العظمى من الباحثين الشبان على أنهم قد تمتعوا بدرجة عالية من الاستقلال في اختيار موضوعات بحوثهم للماجستير والدكتوراه.
2- ارتفاع درجة المشاركة والتعاون بين المشرف العلمي والطالب في مرحلة اختيار موضوع البحث أو الدراسة.
3- تتيح المؤسسة الجامعية في مصر درجة عالية من الحرية للباحث في اختيار الموضوعات البحثية شريطة ألا يكون الموضوع قد سبق دراسته؛ ولم تتدخل وتترك للمشرف والأقسام العلمية تحديد الموضوع البحثية مكتفية بمتابعة استيفاء البيانات والشروط المطلوبة لتسجيل الموضوعات.
ب- فيما يتعلق بتقدير المجتمع والدولة للبحث العلمي عامة والجامعي خاصة تبين ما يلي:
1- ضعف تقدير الدولة لأهمية البحث العلمي عامة ومن ثم الجامعي ودوره في عملية التنمية الشاملة من وجهة نظر الباحثين الشبان
2- ضعف تقدير المجتمع للبحث العلمي والعلم
رغم ما يتضح من ارتفاع في درجة الحرية في البحث العلمي بالجامعات المصرية؛ إلا أن البعض من الباحثين الشبان يؤكدون على إنهم واجهوا بعض الصعوبات والمشكلات التي تحد من حريتهم في اختيار موضوعات بحوثهم ودرسها؛ حيث يعبرون عن ذلك حينما يصفون الجماعة الأكاديمية بالجمود الفكري، وغياب الحوار الديموقراطي داخل الوسط الأكاديمي. وقد توصلت الدراسة إلى ضرورة وجود مجتمع أكاديمي واع يتصدى للقيود والمشكلات المفروضة على البحث العلمي، ووضع الضمانات الكفيلة بالحفاظ على حريته.
ج: فيما يتعلق بالإشراف العلمي: توصلت الدراسة إلى أن عملية الإشراف العلمي من أهم العمليات الحيوية في إعداد وتأهيل الباحثين، وتكوين علماء المستقبل؛ وتلعب عناصر السياق الأكاديمي بالجامعات دورا بارزا في تنفيذ تلك العملية. رغم ذلك كشفت الدراسة عن وجود العديد من المشكلات المتعلقة بعملية الإشراف العلمي، والتي تحد من تحقيق أهدافه، سواء ما يتصل بإخراج رسالة علمية تستوفى الشروط العلمية للبحث باعتبارها أحد مصادر التعلم للباحثين الشبان، أو باعتبارها عملية صقل مهارات الباحث الشاب في إعداد وتنفيذ البحث العلمي. وقد كشفت الدراسة عن بعض القصور التي يعانيها نسق الإشراف العمى بالجامعات المصرية؛ ومن ثم تصبح عقبات تمثل مشكلات تواجه الباحثين الشبان، من بين تلك المشكلات ما يلي:
1- نقص الكوادر الإشرافية من الأساتذة المتخصصين، الأمر الذي يؤدى إلى تكدس الباحثين لدى الأستاذ بالقسم العلمي؛ إضافة إلى انخراط معظم الباحثين وتكدسهم في تخصص واحد – تخصص الأستاذ – ومن ثم افتقار الأقسام على المدى الطويل إلى بعض التخصصات؛ وتتزايد المشكلة بالجامعات الإقليمية.
2- نتيجة النقص في عدد الكوادر الإشرافية، وتزايد عدد الطلاب المنتظرين لتسجيل الدرجات العلمية يتم توزيع الإشراف على الأساتذة غير المتخصصين في موضوعات البحوث؛ ومن ثم التأثير على جودة البحث أو الرسالة العلمية؛ بالإضافة إلى ضعف استفادة الطالب من المشرف مما يؤثر على جودة عملية التأهيل والتنشئة الأكاديمية للباحثين الشبان.
3- ضعف تمكن بعض المشرفين من تخصص موضوع البحث، نتيجة النقص في التخصصات العلمية المختلفة، خاصة بالجامعات الإقليمية، والاضطرار إلى تجيل الموضوع تحت إشراف غير المتخصصين.
4- عدم تفرغ المشرف العلمي نتيجة الانشغال بالأمور الحياتية ومواجهة أعباء الحياة، وكثرة غيابه، أو السفر، ومن ثم التأثير على جودة أدائه الإشرافي؛ ناهيك عن لجوء الكثير من الباحثين إلى الإصرار على التسجيل لدى أستاذ محدد.
5- طول مدة إعداد الرسالة العلمية نتيجة عدم تفرغ المشرف وقدرته على متابعة وتوجيه الباحثين، خاصة مع كثرة عدد المسجلين تحت إشرافه، ومن ثم صعوبة مراجعة بحوث الطلاب المسجلين تحت إشرافه، الأمر الذي يؤدى إلى تعطيل الباحثين وطول مدة الدراسة؛ مع تجاوز البعض للمدة المحددة والدخول في محاولات لإنقاذ الباحث من الفصل، أو فصله بالفعل.
6- ندرة وجود خطة إشرافية بالأقسام الأكاديمية توضح وتحدد قواعد الإشراف العلمي على الرسائل العلمية، الأمر الذي يحرم صغار أعضاء هيئة التدريس من الاشتراك والمساهمة في عملية الإشراف العلمي، ومن ثم المساهمة في استمرار عملية التنشئة الأكاديمية، وإعداد الأساتذة للإشراف العلمي، بالإضافة إلى مساعدة كبار الأساتذة في متابعة الباحثين ومراجعة أعمالهم.
7- القصور في بعض جوانب العلاقة الإشرافية بين الأستاذ والباحث، سواء من جانب الطالب متمثلة في محاولات الاستغلال، أو اللجوء إلى بعض المحاولات لكسب ود المشرف وتسهيل إجراءاته؛ أو فيما يتصل من جهة الأستاذ المشرف متمثلة في عمليات التدخل السافر في توجيه البحث، أو فرض الرأي وعدم احترام وجهة نظر الباحث والتقليل من رأيه.
8- استغلال البعض من الأساتذة المشرفين لمجهودات الباحث .
ءـ فيما يتعلق بمشكلات إعداد وإنجاز البحث العلمي: عملية إعداد وإنجاز البحث أو الرسالة العلمية تتطلب العديد من المتطلبات سواء المادية أو غير المادية. كما يمر عملية تنفيذ البحث أو الرسالة العلمية بمراحل أساسية وهى:-
المرحلة الأولى: تتصل بكيفية بلورة موضوع البحث، وتكوين الإطار النظري والمنهجي للدراسة؛ وهذا يتطلب توفير مكتبة غنية بالمصادر المختلفة العربية والأجنبية اللازمة لإنجاز تلك المرحلة من البحث.
المرحلة الثانية: تتصل بإجراء وتنفيذ الدراسة الميدانية( التطبيقية )، وذلك يتطلب إجراءات متعددة كل منها يستلزم جهد إنساني، وموارد مالية تفي بتحقيق أهداف الدراسة التطبيقية من حيث التمهيد لها وإعدادها وتنفيذها.
المرحلة الثالثة: تتعلق بعملية إخراج الدراسة في شكلها النهائي وفق الشروط المحددة للرسالة العلمية، وتقديمها للجنة الحكم، ومن ثم إجازتها؛ هذه المرحلة تتطلب مجهودات مالية كبيرة لا يقوى عليها كثير من الباحثين الشبان. وقد توصلت الدراسة إلى العديد من المشكلات التي يواجهها الباحثون الشبان خلال تلك المراحل وهى:
· فيما يتصل بمرحلة بلورة موضوع البحث وتكوين الإطار النظري والمنهجي، تبين وجود العديد من المشكلات التي تواجه الباحثين الشبان في إنجاز هذه المرحلة منها:
1- نقص التمويل اللازم لإنجاز تلك المرحلة كغيرها من المراحل الأخرى التالية؛ خاصة وأن الباحثين الشبان يعانون من ضعف المرتبات وعدم كفايتها لمسايرة الحياة العامة؛ ناهيك عن إنجاز البحث أو الرسالة العلمية؛ إضافة إلى وجود الكثير من الباحثين الشبان لا يعملون، ومن ثم صعوبة تمكنهم من تمويل البحث، واللجوء إلى مصادر أخرى للتمويل.
2- تتزايد مشكلات الباحثين الشبان بالجامعات الإقليمية الخاصة بمتطلبات إنجاز تلك المرحلة والمراحل التالية، حيث القصور في البنية التحتية البحثية وافتقار مكتباتها الجامعية للمصادر والمعلومات اللازمة للوفاء بمتطلبات البحث؛ ومما يزيد من تلك الصعوبات، البعد الجغرافي عن مكتبات الجامعات المركزية، ومكتبة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتوافر الأساتذة وحلقات السيمينارات والندوات والملتقيات وورش العمل العلمية، والاحتكاك بالجماعات والمدارس العلمية بالجامعات المركزية. إضافة إلى صعوبات السفر والإقامة وما يتطلب ذلك من نفقات مالية.
3- افتقار البيئة البحثية الجامعية لمتطلبات البحث الجامعي؛ حيث افتقار المكتبة الجامعية إلى مصادر المعلومات ونظم المعلومات الحديثة اللازمة لاستيفاء البحث العلمي وضعف المصادر الأجنبية، ونقص وقدم المراجع، وضعف نظم التصنيف والأرشفة، وعدم قدرتها على مسايرة التقنيات الحديثة في مجال المعلومات، وغلبة الإجراءات البيروقراطية في التعامل مع الباحثين، وتعقيد نظم الإعارة للطلاب والباحثين.
4- اقتصار المكتبة العلمية الجامعية على الدور التقليدي للمكتبة والمتمثل في الخدمة المكتبية كنظم الإعارة الداخلية والخارجية فقط؛ وانعدام الدور العلمي والوظيفة الحديثة للمكتبة العصرية، المتمثل في النشاط العلمي( سيمنارات- لقاءات علمية- محاضرات- دعوة خبراء- برامج ودورات تدريبية على مهارات البحث العلمي- تقنيات المعلومات).
5- ضعف ارتباط المكتبات بشبكة المعلومات العالمية( الإنترنت )؛ والموجود في بعضها يفرض رسوما لا يقوى عليها كثير من الباحثين الشبان.
6- افتقار أغلب الأقسام العلمية بالجامعات المصرية إلى وجود مكتبات متخصصة بها تسهل على الباحثين والأساتذة فرص الإطلاع والحصول على المعلومات اللازمة للبحث العلمي، وتصبح آلية من آليات تجميع الباحثين وإجراء حوارات أكاديمية داخل الأقسام الأكاديمية،وخلق شبكة اجتماعية فاعلة على حد تعبير كل منFaountain& Callon& latour& Roth، ومن ثم خلق بيئة أكاديمية صالحة للتنشئة الأكاديمية للباحثين الشبان.
· فيما يتعلق بتنفيذ الجانب التطبيقي( الميداني): كشفت الدراسة عن العديد من المشكلات التي تواجه الباحثين الشبان أثناء إجراء وتنفيذ العمل الميداني أو التطبيقي، منها ما يتصل بالباحث ذاته، ومنها ما يتصل بمصادر التمويل للدراسة الميدانية أو التطبيقية، ومنها ما يتصل بالواقع الميداني بعناصره الثقافية، ومنها ما يتصل بالمبحوثين؛ كل ذلك يمثل تحديا أمام الباحثين الشبان في سبيل الانتهاء من إنجاز الدراسة التطبيقية أو الميدانية وفقا للشروط العلمية وبما يمكنهم من اكتساب المهارات البحثية وأخلاقيات البحث العلمى، ومن ثم تنشئة أكاديمية سليمة. ويمكن عرض أهم المشكلات التي توصلت إليها الدراسة في النقاط التالية:-
1- الإجراءات البيروقراطية أثناء الحصول على الموافقات للنزول إلى الميدان
2- الإجراءات الأمنية الطويلة اللازمة للحصول على التصاريح والموافقة للنزول إلى الميدان لإجراء التطبيق الميداني.
3- النقص في المهارات الميدانية لدى كثير من الباحثين الشبان نتيجة ضعف التدريب على إجراء البحوث الميدانية
4- الضعف في نظم تصميم أدوات جمع البيانات والحقائق؛ الأمر الذي يضع صعوبات في فهم بنود الأداة وأسئلتها بالنسبة للمبحوثين، ومن ثم بذل جهد طويل من قبل الباحث، مما يؤدى إلى طول فترة الدراسة.
5- ضعف التعاون مع الباحثين الشبان داخل الميداني
6- الموروث الثقافي السائد الذي يشكل عقبة أما تنفيذ البحث العلمي، حيث التخوف من البحث، والخوف من الإدلاء بالبيانات للمبحوثين
7- المتطلبات المالية الكبيرة اللازمة لتغطية تكاليف الدراسة الميدانية من طبع الاستمارات وتطبيقها، وملء بياناتها، وتفريغ البيانات، وعملية إجراء التحليلات الإحصائية وما تتطلبه من مصاريف، إضافة إلى عمليات كتابة التقرير النهائي، وطبع الرسالة ونسخ الأعداد المطلوب تقديمها للجامعة ولجنة الحكم على الرسالة.
ثامنا: مقترحات وتوصيات
البحث العلمي عملية تعاونية ترتكز على الجهد الجماعي المنظم غير الارتجالي ، لذا لا بد للمهتمين بجوانب البحث العلمي من تنظيم لقاءات دورية، تناقش فيها كافة المشاكل والعقبات التي تعوق تقدم البحث العلمي، ويعرض الباحث فى هذا الجزء بعض المقترحات حول تطوير البحث العلمي الجامعي، وتفعيل دور الدراسات العليا ومنها:
1- مراجعة برامج الدراسات الجامعية والعليا سواء من حيث المحتوى التدريسي، وطبيعة المقررات الدراسية المطروحة، وضرورة، استيعاب تلك المقررات للمتغيرات العالمية فى مجال التوجهات النظرية والمنهجية الحديثة فى مجالات التخصص؛ مع التركيز على المقررات التى تفى بتطوير مهارات البحث العلمى. إضافة الى مرجعة طرق التدريس ونظم الإشراف العلمى، المدة الزمنية لبرنامج الدراسات العليا، ويقترح لتنفيذ ذلك الغرض الدعوة إلى تشكيل لجان وهيئات جامعية عليا على مستوى الجامعات المصرية، تكون مهمتها متابعة وتقييم برامج الدراسات الجامعية وكذا الدراسات العليا لمعرفة مدى ارتباط برامج هاتين المرحلتين بأهداف البحث العلمى فى مجال التخصص، ومعرفة مدى تطابق برامج الجامعات مع المعايير الدولية، أو المعايير التي تضعها تلك الهيئات، وتقديم تقارير عن تلك البرامج في الجامعات ووضع برامج لتطويرها؛ واقتراح برامج لتوزيع ميزانية الجامعات على أساس أداء هذه الجامعات في الدراسات الجامعية والعليا وبما يتناسب مع جهود هذه الجامعات التدريسية والبحثية إذكاءً لروح المنافسة بين الجامعات.
2- التأكيد على دور الإشراف الجيد والفعال على مستوى الدراسات الجامعية والعليا في صقل مواهب الطلاب وتوجيههم الوجهة الصحيحة التى تمكن الطلاب من اتقان مهارات التفكير والبحث العلمى؛ ومن ثم الارتقاء بمستوى المنتج البحثى( الرسالة العلمية ). ويتطلب ذلك مراجعة وتطوير نظم الإشراف العلمى، وتفعيله عن طريق تحديد عدد الطلاب، وتشجيع الإشراف المشترك داخل الأقسام العلمية، خاصة المدرسين حتى يتدربوا على ممارسة عملية الاشراف العلمى، وكذا مساعدة الأساتذة فى عملية الاشراف حتى لاتبدوا شكلية نتيجة تضخم العدد لدى الأستاذ الواحد، أو إرهاقه خاصة وأنه مشغول بالتدريس لكل من الدراسات العليا من جهة، مرحلة الليسانس/ البكالوريوس من ناحية أخرى، إضافة الى الأعباء الادارية والمهام الأخرى الخارجية( الأكاديمية، وغير الأكاديمية). كما يتطلب تفعيل دور الإشراف، تنمية شبكة العلاقات الاجتماعية والأكاديمية بين المشرف العلمى والطالب بحيث تسمح برفع درجة التعاون بينهما، ومن ثم المتابعة المستمرة والجيدة للطلاب، ومن ثم إنهاء طلاب الدراسات العليا وإنجازهم لبحوثهم في الوقت المحدد لهم.
3- توحيد المعايير المستخدمة فى الحكم على الرسائل العلمية، والعمل على إيجاد سياسة واضحة لدى الأقسام الأكاديمية لتحديد موضوعات أطروحات طلاب الدراسات العليا بحيث يمكن تفادي الوقت الطويل الذي يقضيه الباحث في تحديد موضوع الأطروحة.
4- توفير الجو العلمي المناسب الذي يتيح للباحثين الشبان وأعضاء هيئة التدريس التركيز على جوانب البحث والإنتاج العلمي، وذلك من حيث الناحية المادية، وتهيئة الترتيبات البحثية اللازمة والخدمات البحثية المساندة لعملية البحث.
5- ترسيخ أهمية البحث العلمي في الجامعات والمراكز البحثية سواء لدي صانعي القرار المالي والسياسي، أو لدي المجتمع، عن طريق تعزيز دور الهيئات الحكومية والأهلية، والقطاع الخاص فى عملية التعاون والتطوير والتمويل للبحث الجامعي، والعلم عامة.
6- زيادة ميزانيات البحث العلمي في الجامعات المصرية بما يتلائم ومتطلبات البحث الجامعى. ويتم ذلك من خلال تنظيم الندوات واللقاءات العلمية وورش العمل، تعرض من خلالها نتائج البحث العلمي وعرضه على رجال الأعمال والمجتمع، وتسويقه بصورة جيدة. تمهيدا لربط البحث العلمى بمجالات الانتاج، وتجسير الفجوة بينهما، الأمر الذى يؤدى الى زيادة التمويل من القطاع الانتاجى الخاص للبحث العلمى
7- محاولة التخلص من الرتابة الإدارية، والبيروقراطية فى التعامل مع الباحثين الشبان سواء فى إدارة الدراسات العليا، أو داخل الأقسام العلمية، أو أثناء التعامل معهم داخل المكتبات الجامعية، وتوفير المرونة الإدارية الكافية لتشكيل مناخ أكاديمى رفيع يساعد على تحقيق تنشئة أكاديمية رفيعة المستوى، ورفع مستوى البحث العلمي الجامعى، والبعد عن المركزية المفرطة عند إدارة البحث العلمي، وتسهيل العمليات الإدارية المتعلقة بنشر أعمال الباحثين الشبان، خاصة العروض المقدمة منهم، ومساعدتهم على عرض ملخصات رسائلهم العلمية التى تم إجازتها فى الدوريات العلمية بالكليات المختلفة بعد استيفاء الشروط النظامية للنشر.
8- السعي الى تفعيل دور مراكز البحوث والاستشارات الموجودة داخل الكليات، وعلى مستوى جميع الجامعات؛ واتخاذها كمراكز تأهيل وإعداد للباحثسن والعلماء الشبان على التفكير العلمي والبحث، وذلك عن طريق إعادة تنظيمها بطريقة جديدة، لاتقتصر على مجرد تنظيم ندوة، أو مؤتمر سنوى يهدف الى الربح فقط؛ وانما ينظم وفقا للائحة تنظيمية، تحدد الوظائف الجديدة، حيث يعتمد اعتماد كليا على ادماج الباحثين الشبان من المعيدين والمدرسين المساعدين، بحيث يكونوا هم الآداة والغاية فى ذات الوقت؛ وتتحدد أهدافه فى الآتى:-
- تسويق الخبرات داخل الجامعات، وربط الجامعة والبحث العلمي بالمجتمع وقضاياه.
- اجراء البحوث والدراسات التى يكلف بها من قبل الهيئات أو المؤسسات الحكومية أو الأهلية، أو القطاع الخاص
- عقد ورش العمل الأسبوعية حول بعض الموضوعات من حقول علمية متنوعة؛ يكون التركيز فيها على الباحثين الشبان من حيث التنظيم والاعداد حتى يتم تدريبهم على الاعداد والتنظيم للحلقات العلمية.
- التنسيق مع الأقسام العلمية بحيث يصبح القسم العلمي وحدة فرعية متكاملة مع المركز.
- تدريب الباحثين الشبان على كيفية دعوة كبار الأساتذة العلماء فى مجالات التخصص لإلقاء المحاضرات والعروض فى مجالات التخصص، حتى يقف الباحثون الشبان على كل جديد من انتاج اساتذتهم وتفعيل التواصل بين الأجيال.
- طرح أجندة بحثية للمركز تركز على مشاريع للبحث ذات ابعاد متعددة التخصات على مستوى الكليات، بحيث يسمح بحثها ودراستها بطريقة تحقق التدريب على اجراء الدراسات البينية للتخصصات؛ و يكلف الباحثون الشبان باختيار موضوعات رسائلهم العلمية من بينها، ويمول المركز هذه البحوث، بحيث تسمح بمساعدة الباحثين على التمويل من جهة، وضمان المتابعة والاشراف العلمى من جهة ثانية، والافادة من تطبيق نتائج البحث من جهة ثالثة، وصقل مهارات التفكير والبحث العلمي البيني من جهة رابعة
- تنظيم لقاءات علمية على المستوى القومى، تجمع الباحثين من مختلف الجامعات المصرية والجامعات العربية والأجنبية يتم من خلالها التواصل والتفاعل بين الباحثين، ونقل الخبرات البحثية.
- اعداد برامج لتنمية المهارات البحثية، خاصة مهارات تكنولوجيا المعلومات، والتعلم الالكترونى، والبحث فى قواعد المعلومات الالكترونية على غرار المراكز البحثية العالمية، وذلك لما لهذه المراكز من دور كبير في توحيد الجهود ورعاية الموهوبين من الدارسين والباحثين الناشئين .
- تذويد المراكز بمكتبة متخصصة توفر احدث الكتب والدوريات العلمية فى حقول التخصصات، وربطها بشبكة الانترنت وقواعد البيانات العالمية.
- الاهتمام بالتدريب على التفكير العلمى، وكذا التدريب على مهارات البحث العلمي منذ مرحلة مبكرة في حياة الطالب الدراسية ابتداء من مرحلة البكالوريوس، ونقترح في هذا الجانب أمرين الأول : أن يتم تنظيم مؤتمر سنوي لطلاب المرحلة الجامعية يأخذ الصيغة الرسمية لمعنى كلمة مؤتمر علمي، يناقش فيه نخبة متميزة من طلاب الجامعات بحوثهم التي أنجزوها في مشاريع التخرج وتحت إشراف لجنة من أعضاء هيئة التدريس في التخصصـات المعنية؛ يقدم كل طالب بإشراف عضو هيئة تدريس ورقة بحثية علمية يلقيها الطالب في المؤتمر، وتخرج ضمن كتيب ذلك المؤتمر، وتوضع جوائز أدبية، أو مالية للطلاب المتفوقين. والثاني: أن تحث الأقسام الأكاديمية الطلاب الذين أنهوا مرحلة الماجستير وبعد تسجيلهم لمرحلة الدكتوراه، بل قد يكون أحد المتطلبات، المشاركة ولو حضورياً في مؤتمرات أو ورش عمل أو مدارس صيفية علمية عالمية.
- التركيز على ضرورة وجود تعاون محلي بين الباحثين في المجال الواحد من داخل مصر، و إتاحة الفرصة للباحثين للتعرف على الباحثين الآخرين في الجامعات والأقسام الأخرى عن طريق عقد اللقاءات الدورية كالندوات العلمية، وورش العمل، والسيمينارات بهدف التواصل العلمي، ومد جسور التواصل البحثي، وتكوين مجموعات بحثية قوية يسهل من خلالها مناقشة الأمور البحثية، وتطوير البحث العلمي، والتنسيق لعقد ندوات منتظمة وبشكل دوري في جامعات مختلفة، والتنسيق بين الباحثين لإلقاء ونشر أبحاثهم العلمية في ندوات تعقد ضمن هذه اللقاءات، يتم من خلالها تبادل الأفكار والآراء العلمية وإثراء البحث العلمي وتعزيز جانب التعاون المحلي بين الباحثين.
- تفعيل دور الجمعيات العلمية والأكاديمية في مجال البحث العلمى، عن طريق الدعوة إلى عقد ورش عمل متخصصة، يشارك فيها علماء وباحثون متخصصون من داخل مصر وخارجها للوقوف على مستجدات البحث العلمي والاستفادة من أفكار وخبرات الآخرين الذين سبقوا في هذا المجال؛ وإتاحة الفرصة للباحثين الشبان وطلاب العليا للتعرف على التوجهات البحثية المختلفة والمداخل النظرية والمنهجية الحديثة فى مجالات التخصص المختلفة؛ الأمر الذى يمكنهم من تنمية مهارات وقدرات التقكير العلمى، ووصقل المهارات البحثية التي ستساعدهم في اختيار موضوعات أطروحاتهم العلمية، والقدرة على استيفاء متطلبات الدرجة العلمية فى الوقت المحدد.

ليست هناك تعليقات: