الأحد، 11 مايو 2008

دراسة علمية حول التاثيرات الاجتماعية لاستخدامات الشباب للهاتف المحمول


الأستاذ الدكتور / عبدالوهاب جودة

دراسة ميدانية حول استخدامات الشباب للهاتف المحمول،
 تضمنت الدراسة عدة محاور يمكن عرضها على النحو الآتي:-

أولا: الهدف من الدراسة: تكمن أهمية الدراسة في محاولة فهم وتفسير العلاقات المتبادلة بين ظاهرة استعمال الهاتف النقال والبناء الاجتماعي الثقافي العربي؛ والوقوف علي طرق، وعادات استعمال الأفراد للهاتف، وطرح المقترحات المناسبة لتوجيه استعمالاته الوجهة الرشيدة.
ثانيا: مشكلة البحث: تحددت مشكلة البحث في التساؤل الرئيس التالي " ما التأثيرات الاجتماعية لاستخدام الهاتف النقال لدي الشباب الجامعي؟ ". وللإجابة عن التساؤل الرئيسي تحاول الدراسة الإجابة عن الأسئلة الفرعية الآتية:-
1- ما أنماط استخدام الشباب الجامعي العربي للهاتف النقال؟
2- ما مبررات استخدام الشباب الجامعي العربي للهاتف النقال؟
3- ما علاقة استخدام الشباب الجامعي للهاتف النقال بالتحرر من الأماكن المحلية؟
4- ما العلاقة بين استخدام الهاتف النقال والتمايز الاجتماعي بين الشباب؟
5- ما تأثيرات استخدام الهاتف النقال علي العلاقات الأسرية للشباب؟
6- ما علاقة استعمال الهاتف بالاغتراب لدي الشباب؟
7- ما تأثير استخدام الهاتف النقال علي منظومة القيم الاجتماعية لدي الشباب؟
8- ما أنماط استخدام الشباب للهاتف في مجال التعليم؟ وما تأثيراته التعليمية؟
ثالثا: الإطار النظري للدراسة: تناولت الدراسة الرؤى المختلفة لتكنولوجيا الاتصالات الحديثة و التغير الاجتماعي؛ لاسيما المداخل الحديثة كمدخل العولمة وتكنولوجيا المعلومات، وما بعد الحداثة، لتوضيح العلاقات المتبادلة بين السياق الثقافي والتكنولوجيا، وعلاقات القوة؛ والرؤى المطروحة حول استخدامات الهاتف المحمول عالميا؛ كما استفادت الدراسة من التراث النظري المتاح حول ظاهرة استخدام المحمول.
رابعا: الإجراءات المنهجية للدراسةاعتمدت الدراسة علي المدخل السوسيوأنثربولوجي مستخدمة الأسلوب الوصفي التحليلي ( كميا وكيفيا ) في دراسة أبعاد ظاهرة استعمال الهاتف الجوال، ومدي تأثيراتها علي الحياة الاجتماعية للشباب الجامعي العربي. ولتحقيق أهداف الدراسة اتبع الباحث عدة إجراءات منهجية تمثلت في الخطوات الآتية:-
1- مصادر البيانات: اعتمدت الدراسة علي مصدرين أساسيين في الحصول علي البيانات والحقائق اللازمة لتحقيق الأهداف؛ المصدر الأول بشري، تمثل في طلاب جامعتي عين شمس بمصر والسلطان قابوس بسلطنة عمان باعتبارهم مجتمعي الدراسة المسحية؛ كما تضمن أيضا طلاب الجامعات المصرية المختلفة والتي تم ملاحظة طرق استعمالهم للهاتف الجوال أثناء حضورهم الدورات التدريبية بمعسكر إعداد القادة بحلوان خلال الأربع سنوات الماضية، وكذا أثناء اللقاءات الشبابية المجمعة بمختلف الجامعات؛ إضافة إلي معايشة طلاب الجامعات العربية خلال شهر مارس من كل عام أثناء مشاركتهم في مهرجان أيام الشعوب بجامعة عين شمس؛ كما استقي الباحث البيانات والمشاهدات من طلاب الجامعات السورية من خلال معايشتهم 17 يوما بسورية خلال يوليو 2005 أثناء رئاسته للوفد الثقافي المصري إلى جامعة حلب[*]. المصدر الثاني: وثائقي ( رمزي )، تمثل في نصوص الرسائل النصية المتاحة والمتداولة بين الشباب؛ حيث تم تجميع 1380 رسالة نصية، منها 850 رسالة من الشباب المصري، 530 رسالة نصية من الشباب العربي عير المصري.
2- مجتمع البحث: اقتصرت الدراسة المسحية بالعينة علي مجتمعين فقط هما: جامعة عين شمس بمصر، وجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان. أما بالنسبة للمجتمعات العربية الأخرى أنفة الذكر، اقتصر الباحث فيها علي المقابلات والملاحظات المباشرة والمناقشات الجماعية فقط.
3- عينة البحث: اعتمد الدراسة المسحية علي أسلوب العينة العمدية( غير الاحتمالية ) في اختيار المفردات، مستخدمة طريقتي الحصة وكرة الثلج في اختيار المفردات، حيث روعي تمثيل العينة لجميع الكليات العلمية والأدبية، وكذا جميع الفرق الدراسية بالجامعتين محل الدراسة المسحية؛ والحصول علي مفرداتها من خلال معرفة وترشيح الطلاب من مستخدمي الهاتف المحمول شريطة أن يكون مضي علي اقتناءه 6 أشهر علي الأقل؛ وقد بلغ حجم العينة 569 مفردة.
4- طرق وأدوات البحث: لتحقيق أهداف البحث، لم تقتصر الدراسة علي أداة المسح ( الاستبيان) فقط، وإنما تنوعت أدوات جمع الحقائق والبيانات، حيث تمثلت في الآتي:-
أ‌- طريقة المسح الاجتماعي، باستخدام أداة الاستبيان، حيث تم تصميم صحيفة استبيان تضمنت خمسة محاور هي: الأول: يتصل بالبيانات الأساسية؛ والثاني: يتعلق بأنماط استخدام الشباب الجامعي للهاتف؛ والثالث: يتعلق بمبررات استخدامهم له؛ والرابع: يتصل بالتأثيرات الاجتماعية والثقافية للهاتف؛ والأخير: يتعلق بتأثيرات استعمال الهاتف علي قواعد النظام التعليمي.
ب‌- طريقة مجموعات النقاش البؤرية، حيث تم عقد 8 مجموعات بؤرية بجامعة عين شمس خلال فبراير 2005، كما تم عقد 8 مجموعات بجامعة السلطان قابوس خلال أكتوبر2005، استخدم فيهم دليل المناقشة الجماعية تضمن أربع محاور شملت أنماط استخدام الهاتف، وتأثيراته المختلفة.
ت‌- طريقة الملاحظة المباشرة: حيث اعتمد الباحث علي الملاحظة بنوعيها البسيط والمعايشة للكثير من الطلاب داخل الجامعة، وأثناء تنفيذ فعاليات الأنشطة الطلابية، والمعسكرات الشبابية الطويلة؛ إضافة إلي ملاحظة السلوكيات الطلابية داخل قاعات المحاضرات.
ث‌- المقابلات المفتوحة، والمناقشات الجماعية: حيث أجري الباحث مقابلات متعمقة مع عديد من طلاب الجامعات المصرية والعربية التي اتيح له التواجد معهم؛ إضافة إلي إجراء الحوارات والنقاشات مع الطلاب أثناء انعقاد المحاضرات.
ج‌- طريقة تحليل المضمون مستخدما قراءة النص: حيث تم تحليل مضمون الرسائل النصية والمصورة التي تم جمعها وتصنيفها بهدف معرفة أنماطها والمعاني التي تعكسها للكشف عن قيم وتوجهات الشباب الجامعي.
5- خطة الدراسة الميدانية وتحليل البيانات: بعد تحديد هدف الدراسة ووضع المخطط المنهجي لها، وإعداد أدوات جمع المعلومات، بدأ الباحث في جمع البيانات والحقائق والمشاهدات الامبيريقية. وقد تم تنفيذ الدراسة المسحية علي فترتين زمنيتين، حيث تم تطبيق المرحلة الأولي في جامعة عين شمس خلال الفترة من نوفمبر 2004 وحتى مارس 2005. أما المرحلة الثانية قد تم تنفيذها خلال الفترة من سبتمبر- أكتوبر 2005 بعد انتقال الباحث للعمل بجامعة السلطان قابوس. وخلال الفترة من 2004وحتي 2005 استطاع الباحث جمع بيانات وملاحظات عديدة، حول أنماط استخدام الشباب الجامعي العربي للهاتف المحمول وتأثيراته المختلفة.
أأما تحليل البيانات، فقد استخدم الباحث المنظومة الإحصائية SPSS في تحليل البيانات، معتمدا علي أساليب التحليل الوصفي( الأوزان النسبية لكافة المتغيرات )، واستخدام المقارنة الوصفية البسيطة بين الشباب المصري والشباب الخليجي.
سادسا: النتائج النهائية: انتهت الدراسة إلي تشكل ثقافة للهاتف المحمول لدي الشباب العربي، تلك الثقافة التي تكونت تدريجيا بعناصرها المادية المتمثلة في الأجهزة وتقنياتها المختلفة، والعناصر المعيارية المتمثلة في أسلوب استعمالاته المتنوعة، وتوقيتاته وما تعكسه من معايير وقيم واتجاهات ومعارف، وما تشكله من وجدان، وتأثيراتها علي البناء الاجتماعي. ويمكن توضيح ذلك في النقاط الآتية:-
1- علي مستوى استعمال الشباب للهاتف: توصلت الدراسة إلي سيادة استخدام الشباب الجامعي للهاتف، ومتابعة كل جديد في عالم الهواتف، والتتبع المتقدم لتقنياته المختلفة واستخدامها. كما اتضح أن الهاتف النقال قد أدي إلي تغيير نمط التفاعل والتواصل الاجتماعي بين الأفراد، عن طريق المكالمات والمحادثات، والتواصل عن طريق التراسل بمختلف أنواعه، كالتراسل النصي، والتراسل والتواصل متعدد الوسائط باستخدام النص، و الأشكال والنماذج، والفيديو كليب والانترنت؛ الأمر الذي أدي إلي تشكيل ثقافة الرسائل النقالة بين الأفراد، لاسيما الشباب. وتوصلت الدراسة إلي أن دوافع استعمال الهاتف في التفاعل الاجتماعي تتحدد في التواصل مع الأهل والأصدقاء، وحفظ المذكرات، وترتيب المواعيد وتنظيم الوقت، والتسلية والترفيه وملئ وقت الفراغ، والتفاخر وإعلاء الذات، ومتابعة الأخبار والأحداث. وتبين غلبة الطابع السلبي علي استخدام الشباب العربي للهاتف، حيث التركيز علي الاستعمالات غير المفيدة، والمحادثات الغرامية والعاطفية، لاسيما من خلال الرسائل النصية.
2- على مستوي التأثيرات الاجتماعية: كشفت الدراسة عن وجود تأثيرات اجتماعية وثقافية لاستخدامات الشباب الجامعي للهاتف النقال، منها ما هو إيجابي يتمثل في تأكيد التواصل بين الأسرة والأبناء، والقدرة على متابعتهم وهم خارج نطاق المنزل، لاسيما الفتيات، وقدرة الأسرة على ممارسة الضبط الاجتماعي؛ إلاَّ أن التأثيرات الاجتماعية ذات الطابع السلبي لاستعمال الهاتف النقال كانت هي الأوضح بين الشباب الجامعي العربي، حيث اتضح الآتي:-
أ- إعادة صياغة العلاقات الأسرية، نتيجة تغير القواعد والمعايير الضابطة للسلوك الاجتماعي بين أفراد الأسرة في كلا المجتمعين، وقد تمثل ذلك في انتهاك القواعد التقليدية للسلوك الأسري، حيث أتاح الهاتف النقال تسهيل المحادثات بين الشباب من الجنسين دون علم الأسرة، وفي أوقات متأخرة من الليل بعد خلود الآباء إلى النوم، وغياب الأشقاء، لاسيما الكبار من الذكور؛ والمساعدة على انتشار الكذب بين الشباب وأسرهم، وإثارة الشكوك بين الجميع، علاوة على تناقل الأخبار، وإفشاء أسرار الأسرة إلى الآخرين، مما أدى إلى حدوث الكثير من التوترات الأسرية.
ب- زيادة درجة الاغتراب الاجتماعي لدى الشباب الجامعي، وانعزاله عن سياقة الاجتماعي العام، بانكفائه على الذات، والتوحد مع جهازه النقال، واختزال العلاقات الاجتماعية إلى أقل عدد محدود من الأصدقاء، لاسيما المحبين والتواصل معهم على مدار الساعة، والابتعاد عن المحيطين من الأصدقاء والزملاء، وحتى أفراد الأسرة، الأمر الذي أدى وبالضرورة إلى ضعف الحوارات الشخصية، والتفاعلات الاجتماعية وجها لوجه، وفقدان المعنى الاجتماعي للجلسات الاجتماعية، حتى داخل الأسرة، ومن ثم فقدان المؤانسة الاجتماعية.
ج- زيادة التحول في أنساق القيم الاجتماعية، والمساهمة في تأكيد قيم الرأس مالية، تلك القيم التي تدعوا إلى الفردية، والتخصصية، والاهتمام بالربح، أو المكسب السهل السريع، والاهتمام بالمظهر، والبعد عن القيم الجماعية، والتقليدية. لقد أتاح الهاتف النقال انتشار منظومة قيمية متصاعدة بين الشباب الجامعي بمجتمع الدراسة على السواء، قيم تتسم بالاهتمام والتأكيد على المظهرية والتفاخر، والمباهاه الاجتماعية، والميل إلى الاستهلاك البذخي والترفي، والميل إلى الاقتراض والديون، وفقدان قيم الترشيد.
د- شيوع أنماط من الانحرافات والسلوكيات الشاذة التي تخرج عن قواعد الذوق العام، واللياقة الاجتماعية، كالانحراف السلوكي، واللجوء إلى نشر الأخبار الكاذبة، وتداولها فيما بينهم، وتلويث سمعة الآخرين من الزملاء والأساتذة.
هـ- التحرر من الأماكن والبيئات المحلية، وسهولة التنقل خارج المجتمع المحلي. لقد مكن الهاتف النقال – كوسيلة اتصال – الأفراد من التواصل والتفاعل الاجتماعي عبر المسافات الطويلة، في أي مكان وزمان، وتخطى كافة الحواجز المكانية والتحرر منها، وعدم الشعور بالغربة، أو العزلة الاجتماعية، وتحمل فترات الغياب عن الأسرة، أثناء الدراسة، أو أثناء الرحلات الطويلة، لاسيما بالمجتمع العماني نتيجة تميزه بتضاريس وجبال وعرة، وتباعد المسافات بين الأماكن، ووجـود الغالبيـة العظمـى ( أكثر من 90% من طلاب الجامعة ) مغتربين عن أسرهم.
3- على مستوي التأثيرات التعليمية: انتهت الدراسة الميدانية إلى وجود تأثيرات إيجابية للهاتف النقال داخل النظام التعليمي، وأخرى سلبية. واتضحت التأثيرات الإيجابية في تأكيد التواصل بين الطلاب وبعضهم البعض، والتواصل مع إدارة الجامعة، لاسيما بين طلاب جامعة السلطان قابوس، والتواصل مع أعضاء هيئة التدريس، الاستفسار عن بعض المشكلات التعليمية، ومعرفة نتائج الامتحانات. أما التأثيرات السلبية في المجال التعليمي والتي كشفت عنها الدراسة، تمثلت في انتهاك قواعد النظام التعليمي، وتتمثل في: إعادة صياغة القواعد العامة للسلوك الاجتماعي داخل الحرم الجامعي، والميل إلى إتباع سلوكيات تثير الإزعاج، وعدم مراعاة الذوق العام. كما تبين انتهاك الشباب لقواعد النظام التعليمي، وتخطى القواعد المعمول بها أكاديمياً، لاسيما فيما يتعلق باختراق قواعد التعامل والاحترام داخل قاعات الدراسة، حيث انشغال الغالبية من الطلاب، بل التوحد بالهاتف أثناء المحاضرة، والانعزال عن الأستاذ المحاضر، وإرسال الرسائل واستقبالها، وتبادل المعلومات والقفشات والمزاح فيما بينهم، الأمر الذي أدى إلى انخفاض مستوى التحصيل الدراسي لدي الطلاب. إضافة إلي ذلك، المساعدة على تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات، وابتكار وسائل جديدة في تناقل واستقبال الإجابات على أسئلة الامتحانات دون علم الآخرين، لاسيما بعد ابتكار خدمات تقنية حديثة " كالبلوتوث".
- المقترحات: انطلاقا من العرض السابق، و بناء علي الاستنتاجات السابقة، يتضح تأثير السياق الثقافي الاجتماعي المحلي والعالمي في انتشار وتيسير ثقافة استعمال الهاتف النقال لدي الشباب العربي، ذلك السياق الذي يتسم بالتطور والنمو السريع تكنولوجيا ومعلوماتيا؛ إضافة إلي نمو التوجهات الرأسمالية وانتشار الشركات الرأسمالية في مجال الاتصالات والبحث عن آليات متجددة لاستمالة وجذب أكبر عدد من المستهلكين لخدماتها، ومن ثم تعزيز ثقافة الاستهلاك، لاسيما في مجال استعمل الشباب للهاتف النقال الذي، وما أتاحه من خصوصية وحرية متكاملة في مجال الاتصال والتفاعل الاجتماعي؛ هذا الوضع يتطلب تكاتف الجهود المختلفة لمواجهة تأثيرات تلك الظواهر؛ ولموجهة التأثيرات السلبية لاستخدام التكنولوجيا، لاسيما وسائل الاتصال يجب مراعاة الآتي:-
1- ضرورة تخصيص وحدات أو أقسام داخل مراكز البحوث الاجتماعية والتربوية، تتولي رصد الظواهر الثقافية- الاجتماعية المستجدة، المصاحبة للتغير الاجتماعي، والتقدم التكنولوجي، كالمعلوماتية، والانترنت، والهواتف النقالة، والهندسة الو راثية..الخ؛ وتشخيص التأثيرات المتبادرة بين تلك الظواهر وعناصر البناء الاجتماعي، وانعكاساتها علي الأفراد، وتقديم الحلول الفورية لمواجهة آثارها، ونشر ثقافة متكاملة الجوانب حيال ترشيد استعمالاتها.
2- ضرورة عقد مؤتمرات وندوات علمية يناقش فيها التطورات التكنولولوجية وانعكاساتها علي البناء الاجتماعي بنظمه المختلفة، وتحديد السبل المختلفة لترشيد استخدامها وإمكانية الحد من آثارها، والمساهمة في صياغة ونشر الثقافة الايجابية حول التكنولوجيا، وتعظيم الاستفادة منها، لاسيما في مجال التعليم والتدريب.
3- ضرورة الانتهاء من تلك اللقاءات العلمية العربية إلي صياغة ميثاق عربي حيال استعمال الهاتف النقال، لاسيما بين المراهقين والشباب، وتحديد القواعد اللازمة للحد من سؤ استعماله، وأخطاره السلبية علي الأخلاقيات والمعايير ومنظومة القيم الاجتماعية.
4- تشكيل ثقافة ايجابية فيما يتصل بترشيد وتوجيه استعمال الأفراد للهاتف المحمول واستغلاله الاستغلال الأمثل، وتدعيم دوره في مجال التفاعل الاجتماعي. يتطلب القضاء علي هذا الوضع تطوير ثقافة موجهة؛ ثقافة تتميز بالديناميكية والمرونة، وقوة التأثير والإقناع، والقدرة علي توضيح الآثار المدمرة لسوء استعمال الهاتف. ولكي تكتسب الثقافة هذه الصفات يجب أن تبني علي أسس علمية، وتعتمد علي تفعيل دور المؤسسات الموكل إليها القيام بمهمة إنتاج الثقافة، وهي المؤسسات الحكومية، والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني كالأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية، والهيئات التطوعية المؤمنة بضرورة مواجهة التأثيرات السلبية لاستخدام التكنولوجيا
5- ضرورة وضع مجموعة من الإجراءات والقواعد التي تنظم عملية استعمال الهاتف الجوال في التفاعل والتواصل الاجتماعي داخل النظام التعليمي، لاسيما فيما يتعلق بمدي استعماله داخل قاعات الدراسة وأثناء المحاضرات، وأثناء انعقاد الاختبارات، والحد من عمليات الغش ( الغش الالكتروني، أو الخلوي )، وكذا تحديد استعماله، وتلافي الضوضاء وعشوائية التفاعل الاجتماعي داخل الحرم الجامعي.
ثامنا: المراجع والهوامش: 88 مرجع، منهم 4 مراجع عربية، 84 مرجع أجنبي.
[*] كان الباحث مسئولا عن الإشراف العام علي قطاع رعاية الشباب والطلاب بجامعة عين شمس خلال الفترة من 2002 وحتى نهاية 2005 ومسئولا عن كافة اللقاءات والمهرجانات المحلية والدولية التي تعقدها أو تشترك فيها الجامعة مما أتيح له ملاحظات امبيريقية هائلة حيال الظاهرة.